عملية البيضاء .. هل تغير التعامل الأمريكي في اليمن ؟

 
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" مقتل جندي أميركي وإصابة ثلاثة آخرين في هجوم شنته قوة أميركية شارك فيها مئات الجنود الأمريكيين وعشرات الطائرات بمختلف أنواعها ، على مواقع يعتقد أنها لتنظيم القاعدة في اليمن قتل فيها نساء وأطفال ومدنيين أبرياء بمنطقة يكلا – قيفة – محافظة البيضاء.
 
وكانت قد ناقشت حلقة أمس الأحد  من برنامج "ما وراء الخبر" على قناة " الجزيرة " ناقشت دلالات توقيت وقوع هذه العملية في ظل المتغيرات الجارية على الساحتين اليمنية والدولية، وتساءلت: هل يمكن اعتبار هذه العملية مؤشرا على تغيير ما في التعامل الأميركي مع الوضع اليمني؟
 
كما يبدو لن يعتمد الرئيس الأميركي دونالد ترمب فقط على غارات الطائرات المسيرة لاستهداف عناصر تنظيم القاعدة في اليمن، وغيره من التنظيمات المتهمة أميركيا بالتطرف كما فعل سلفه باراك أوباما.
 
فعملية البيضاء هي أول عملية عسكرية برية أميركية في اليمن منذ قرابة عامين، لكنها كانت دامية، فقد قتل فيها جندي أميركي وأصيب ثلاثة، وأشارت مصادر يمنية محلية إلى مقتل نحو أربعين مسلحا، من بينهم ثلاثة زعماء قبليين يتهمون بالانتماء إلى القاعدة، كما قتل عدد من المدنيين من بينهم ثماني نساء وأربعة أطفال.
 
قرار عسكري
 
حول هذا العملية العسكرية، يرى الدكتور نبيل خوري المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية والرئيس السابق للبعثة السياسية الأميركية في اليمن، أنها غير مرتبطة بالحرب الدائرة في اليمن بشكل مباشر، ولكن علاقتها بالنمو الذي يشهده تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة منذ بداية الأحداث خاصة خلال العامين الأخيرين.
 
وأضاف أن العمليات العسكرية السابقة في اليمن -ولا سيما تلك التي نفذت بطائرات مسيرة- لم تؤد إلى إضعاف هذه التنظيمات، ولذلك وجب تنفيذ عملية أرضية وربما ستكون هناك عمليات مشابهة لملاحقة هذه التنظيمات على الأرض خاصة في جنوب اليمن.
 

واعتبر خوري أن العملية الأخيرة تمثل فرصة أمام الحوثيين ليظهروا أنهم ضد القاعدة فعلا، وأنهم قادرون على مجابهتها والتعاون مع من يلاحقها على الأرض، في ظل الفشل الواضح من جميع الأطراف السياسية في مواجهتها، وفق قوله.
 
ولا يرى المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية أي مضمون سياسي تعكسه العملية، لأن ترمب وإدارته مشغولون في جهات أخرى، مشيرا إلى ان القرار عسكري في المقام الأول، ويأتي امتدادا للتركيز الجديد على ملاحقة تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، والتي قال إنها لا تنتهي بالعمليات الدائرة في الموصل بالعراق أو في سوريا.
وتابع أن هناك اتجاها أيضا للتركيز على تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، الموجود في اليمن، ولذلك سيكون هناك استهداف كبير له، والأمر لا يشكل تغييرا سياسيا، بل إعطاء أولوية أكبر للقضاء على هذين التنظيمين.
 
أهداف سياسية
 
من جهته، لم يستغرب الكاتب والمحلل السياسي اليمني ياسين التميمي هذه العملية العسكرية، وقال إن ترمب -الذي استهل عهده بمعاقبة سبع دول عربية واتهم سكانها بالإرهاب كعقاب جماعي- افترض اليوم أن كل من يهاجمهم في اليمن إرهابيون.
 
وأضاف أن الضحايا المدنيين والعسكريين للعملية يؤكدون أنها مغامرة لها أهداف سياسية أعلى بكثير من أهدافها العسكرية، وتدخل في سياق الدعاية السياسية التي يلجأ إليها ترمب ليؤكد حضوره وعقيدته الأمنية العسكرية تجاه ما يعتبره "الإرهاب".
 
ويرى التميمي أن الولايات المتحدة تتعامل باستعلاء مع اليمن حكومة وشعبا، وتتجاهل أن هناك حربا في اليمن نجح فيها التحالف العربي في تحجيم دور القاعدة.
 
وأضاف أن ترمب يريد أن يقول إنه قوي بما فيه الكفاية لحماية الشعب الأميركي، لكن عليه تحمل تبعات خسائره في هذه العملية لأنه فشل في أول عملية عسكرية في عهده في ضوء ما يتناقل عن الخسائر.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط https://telegram.me/alyompress


كلمات مفتاحية:


اقرأ ايضا :
< مقتل 6 وإصابة 8 في إطلاق النار على مسجد بكندا.. ورئيس الوزراء الكندي يصف الهجوم على المسجد بـ"الاعتداء الإرهابي على مسلمين"
< بالفيديو.. حارس مرمى إنكليزي يتصدى لركلتي جزاء في 30 ثانية!
< الكويت تطلق "رؤية 2035"
< علماء يكشفون عن أكياس الشاي المضرة بالصحة
< بعد عزمها خلعه.. سعودي ينتقم من زوجته بأغرب طريقة!
< من هو أول زعيم عربي يزور واشنطن بعد تولي ترامب؟
< البيت الأبيض: إضافة السعودية ومصر إلى قائمة "حظر الدخول" تتوقف على أمن الولايات المتحدة

اضف تعليقك على الفيس بوك
تعليقك على الخبر

ننبه الى ان التعليقات هنا تعبر عن كاتبها فقط ولا يتبناها الموقع، كما ننبه الى ان التعليقات الجارحة او المسيئة سيتم حذفها من الموقع
اسمك :
ايميلك :
الحد المسموح به للتعليق من الحروف هو 500 حرف    حرف متبقى
التعليق :
كود التحقق ادخل الحروف التي في الصورة ما تراها في الصورة: