الحوثيون وصناعة الكراهية

 
أكتب هذا الموضوع للعقلاء لعلهم يأخذون على يد هذه الجماعة التي تدفع بالآخرين لكراهيتهم دفعا. 
 
هناك جهد متراكم على مدار سنوات ومازال مستمرا حتى الآن يبذل في صناعة الكراهية والتعبئة والتحريض تبذلها مجموعة من الحوثيين. هذه التعبئة ستنعكس على بشكل سلبي على أتباع هذه الجماعة وستغذي الجماعات المتطرفة الأخرى لحشد أعضائها وتعبئتهم على كراهية الحوثيين. واستمرار هذا السلوك المعادي للمجتمع من قبل الحوثيين يساعد الجماعات الأخرى في توظيف سياسات الحوثي لصناعة مزيد من التطرف ودفع الكثير من الشباب للالتحاق بهذه الجماعات بدافع الثأر. بالرغم من الممارسات التميزية من قبل الحوثيين ضد الآخرين إلا أنهم لا يعترفون بهذا التمييز ويصرون على أنهم فقط الذين يستحقون الاستحواذ على المال والمؤسسات،بينما يستحق الآخرون الإذلال والسحق وربما القتل. 
 
وإذا كان تعريف العنصرية في علم الاجتماع،أنها مجموعة من السلوكيات والمعتقدات التي تعلي من شأن فئة على حساب فئة أخرى،وتعطي الأولى الحق في التحكم في مصير الثانية،فإن أفعال الحوثيين اليومية والرسمية والشعبية،تندرج تحت لافتة العنصرية وفق هذا المفهوم صانعة منظومة اجتماعية وثقافية مختلة ومعتلة،أسس لها الفساد ورسخ لها ودعمها الاستبداد. الخطاب هنا لأصحاب الضمائر الحية الذين يستطيعون إدراك مخاطر ممارسات هؤلاء المتطرفين التي ستعود بالكوارث المفجعة على كل المحسوبين على هذه الجماعة. والتي تؤسس لثقافة الإقصاء والانتقام. هؤلاء هم الذين يستطيعون مواجهة أنفسهم بما حدث في سلوكهم من تغيرات ومحاولة معالجة ذلك لأنه ليس هناك خطر أكثر من انتشار الكراهية والعنصرية بين أبناء المجتمع الواحد. قال نيلسون مانديلا:لا يوجد إنسان ولد يكره إنسانا آخر بسبب بشرته أو أصله أو دينه،الناس تعلمت الكراهية،وإذا كان بالإمكان تعليمهم الكراهية فإن بالإمكان تعليمهم الحب،خاصة أن الحب أقرب إلى القلب. الممارسات التي يشاهدها الناس أو يسمعون عنها من قبل هذه الجماعة أصبحت تشكل بيئة مناسبة للطفيليين الذين يتكاثرون بشكل ملفت للنظر مستفيدين من التحريض الطائفي والوشاية واصطياد المناصب في المؤسسات الرسمية وشبه الرسمية واتهام من يخالفهم سياسيا ومذهبيا والدعوة لمحاسبتهم والتضييق عليهم وفصلهم من أعمالهم وتعيين مقربين منهم. 
 

لا يعطس أحد من المختلفين معهم،حتى تفسر عطسته على أنها إساءة أو يهمس في هاتفه حتى يتهم بأنه يخطط لأمر سيء أو يتهم بالعمالة وأنه طابور خامس. صناعة الكراهية يقودها مرضى نفسيين يلهون بمعاناة الآخرين دون الشعور بخطورة ذلك. يتكاثرون عندما يفسح لهم المجال وعندما يغض البصر عنهم. لم تستطع كل تلك الضوضاء أن تمنح اليمنيين نموذجا لهوية بديلة كما تدعي طروحاتهم كل ما فعلوه هو أنهم فضحوا أنفسهم وفندوا إدعاءتهم بمحاربتهم للفساد واحترامهم للرأي والتعبير.
 
وأثبتوا مرة أخرى بأنهم دائما في الخندق الغريب عن أبناء جلدتهم وأنهم لم يكتفوا بالعجز عن المساهمة في الحوار الفكري المنضبط ،والاحترام والقيم الأخلاقية التي يرددونها دون أن نلمح شيئا من ملامحها عند الاختلاف مع الآخرين. هذه الممارسات تخلق أعداء لهم يرفضون الاعتراف بهم. الحوثيون أكثر الأطراف احتياجا للسلام.
 
وأكثر الأطراف احتياجا لقرار العفو العام الذي أصدره المجلس السياسي لكنهم لم يعملوا به. ممارسات الحوثي المتطرفة تغذي التطرف لدى المتطرفين الآخرين. كل طرف يتغذى على الطرف الآخر. الحلول السياسية هي صمام الأمان للوطن بشكل عام والحوثيين بشكل خاص. بدون ذلك ستنفجر القنابل الموقوتة المنتجة في مصانع الكراهية في وجوه صانعيها .أتمنى أن يقرأ هذا المقال بشكل هادئ بعيدا عن العمى الذي أصاب البعض والكراهية التي أعمت القلوب التي في الصدور،للتوقف أمام المستقبل الذي نريده لنا والآخرين.
*من صفحة الكاتب على الفيس بوك
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط https://telegram.me/alyompress


كلمات مفتاحية:


اقرأ ايضا :
< كندا تجمد أموال 27 مسؤولا رفيع المستوى في نظام الأسد وتحظر التجارة عليهم
< نجم عرب آيدول عمار العزكي سفيراً للنوايا الحسنة لمؤسسة ويطعمون الإنسانية ورئيساً فخرياً لها
< ناطق التحالف " عسيري " : التحالف ينفذ حظراً بحرياً وليس حصاراً ولن نسمح بمليشيات في اليمن مثل مليشيات حزب الله
< صمت مصري في مواجهة اتهام الجيش باستفزاز نظيره السوداني
< مسؤول أمني وقيادي في المقاومة الجنوبية يكشف سبب الإنفلات الأمني والاحتقان الحاصل في عدن
< قائمة أثرياء العرب لعام 2017
< ماهو السر وراء دعم بوتين اللامحدود للأسد ؟ تعرّف على مكاسب روسيا من ذلك الدعم

اضف تعليقك على الفيس بوك
تعليقك على الخبر

ننبه الى ان التعليقات هنا تعبر عن كاتبها فقط ولا يتبناها الموقع، كما ننبه الى ان التعليقات الجارحة او المسيئة سيتم حذفها من الموقع
اسمك :
ايميلك :
الحد المسموح به للتعليق من الحروف هو 500 حرف    حرف متبقى
التعليق :
كود التحقق ادخل الحروف التي في الصورة ما تراها في الصورة: