ما مصير المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن؟

 
لاتزال أزمة تشكيل مجلس انتقالي جنوبي، ذي نزعة انفصالية، تشغل الشارع اليمني، والذي بات يتساءل عن مصير هذا المجلس في ظل استمرار المحاولات لاحتوائه من قبل السعودية والحكومة اليمنية، منذ اليوم الأول لتشكله، الأسبوع الماضي، برئاسة محافظ عدن المقال عيدروس الزبيدي.
 
ولا يبدو أن الرياض قد توصلت لحلول لهذه الأزمة المشتعلة، خاصة وأن محافظات الجنوب ما زالت تشهد تحشيدا لفعاليات جديدة في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، دعا إليها الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال، الأحد والإثنين المقبلين، لتأييد إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي.
 
وصادف الإثنين 22 أيار/مايو الجاري، الذكرى السابعة والعشرين لقيام الوحدة اليمنية، التي تمت بين شطري اليمن شماله وجنوبه في 1990.
 
وتأتي هذه الفعاليات بعد أقل من أسبوعين على إعلان محافظ عدن المقال عيدروس الزبيدي، تشكيل مجلس حكم لإدارة محافظات جنوبي اليمن، ضم 26 شخصية بينهم، 4 محافظين، وهو إجراء رفضته الحكومة اليمنية، وكذلك مجلس التعاون الخليجي.
 
امتلاك النفوذ
 
وتباينت أراء المحللين حول مصير هذا المجلس، ففي حين يرى البعض أن مصيره ما يزال مرهونا بالمواقف السعودية التي قد تعبر عنها الرياض، في مرحلة ما بعد الزيارة التاريخية للرئيس الأمريكي دونالد ترمب، يضع آخرون تحديد مصير المجلس الانتقالي الجنوبي في إطار عدة سيناريوهات محتملة.
 
وفي هذا السياق يرى عبدالباقي شمسان، أستاذ علم الاجتماع السياسي، في جامعة صنعاء (حكومية)، أن "الصراع والاختلاف بين الرئيس هادي، والإمارات، لعب على إعلان مبكر للمجلس الانتقالي، قبيل اكتمال السيطرة على المجال الجغرافي والسياسي والإداري والأمني والعسكري".
 
وأضاف شمسان، في حديث للأناضول: "لا يمكن لهذا الإعلان اكتساب شرعية تمثيل الإرادة الشعبية من خلال تجمع جماهيري فضلا عن وجود سلطة (دول التحالف العربي مشاركة معها)، تحظى باعتراف وطني ودولي، ما يجعل من الصعب سحب السلطة منها بانقلاب آخر في المناطق الجنوبية".
 

استراتيجية إيران
 
ورأى الباحث اليمني أن هذا المجلس لن يحظى بترحيب من قبل جل دول التحالف لأنه يقوض السلطة الشرعية في البلاد، ويعزز السلطة الانقلابية "الحوثي وصالح" كسلطة واقعة في المناطق الشمالية، وأخرى في المناطق الجنوبية، وهذا يعني تحقيق الاستراتيجية الإيرانية.
 
وقال شمسان، إن "وجود سلطة انقلاب في الجنوب من شأنه تعزيز هذه الاستراتيجية الإيرانية ومجال نفوذها التاريخي في المناطق الشمالية، والذي يموضعها في خاصرة السعودية كمقدمة نحو بقية بلدان الخليج العربي".
 
وأضاف "تدرك السعودية هذا الأمر بوضح ولن تقبل بوجود حزب الله جديد باليمن، وبالتالي سوف تبذل دورا كبيرا في احتواء ما حدث وتقويضه والتعامل معه بموضوعية وشفافية صارمة ومؤلمة على مستوى السلطة الشرعية والجماعات الوطنية وبين دول التحالف على حدة وبينها والسلطة الشرعية".
 
من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي، ياسين التميمي، أن مصير المجلس الانتقالي الجنوبي، مازال مرهونا بالمواقف السعودية التي قد تعبر عنها الرياض في مرحلة ما بعد الزيارة التاريخية للرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى الرياض (غادر الرياض الإثنين 22 مايو).
 
ويرى المحلل السياسي اليمني أن هذه المواقف (السعودية) "لن تكون متصادمة بشكل حاد مع طموحات الإمارات".
 
وأضاف: "بوسع السعودية أن تستمثر الأوراق المهمة التي بيدها، والتي تتمثل في كتائب الجيش والمقاومة المواليين للشرعية، وفي دعم توجهات الشرعية وقراراتها بالمضي قدمًا في تحرير محافظتي الحُديدة (غرب) وتعز (جنوب غرب)، بما يسمح بفرض ضغوطات متعددة الأبعاد على الإمارات ومؤييدها من الحراك الجنوبي لإعادة الأمور إلى نصابها، وما عدا ذلك فإن اليمن (مُقبل) على أكثر الاحتمالات سوء".
 
بدوره، يقول رئيس مركز "أبعاد" للدراسات الإستراتيجية، عبد السلام محمد، للأناضول، إن هناك ثلاث سيناريوهات محتمله لتحديد مصير مجلس الحكم الانتقالي الجنوبي في اليمن، الأول منها أن يتراجع من أعلنوا عن تشكيل هذا المجلس عن قرارهم بدون شروط.
 
وأضاف أن "السيناريو الثاني؛ أن تكون هناك صفقة سياسية تتم بمقابل هذا التراجع، مثل الحكم الذاتي، أو عودة خالد بحاح، رئيس الوزراء السابق، أو إقالة علي محسن صالح الأحمر، نائب رئيس الرئيس هادي".
 
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط https://telegram.me/alyompress


كلمات مفتاحية:


اقرأ ايضا :
< حزب المؤتمر في تصريح رسمي يُحرج الحوثيين ويؤكد أنه تم الإعتداء على ولد الشيخ
< قطر تقول بأن هنالك مؤامرة دنيئة وتتوعد بملاحقة من إخترق موقعها .. والعربية تؤكد بأن الموقع لم يكن مخترقاً
< الرئيس هادي يستقبل السفير الأمريكي
< أول تعليق رسمي من الأمم المتحدة على الهجوم الذي تعرض له المبعوث الأممي " ولد الشيخ " في صنعاء
< تصاعد الخلافات القطرية السعودية والأخيرة تحجب مواقع قنوات "الجزيرة" وصحف قطرية
< وساطة عمانية تنجح في الإفراج عن استرالي مختطف في اليمن منذ 8 أشهر
< الرئيس هادي يستقبل السفير الصيني لدى اليمن

اضف تعليقك على الفيس بوك
تعليقك على الخبر

ننبه الى ان التعليقات هنا تعبر عن كاتبها فقط ولا يتبناها الموقع، كما ننبه الى ان التعليقات الجارحة او المسيئة سيتم حذفها من الموقع
اسمك :
ايميلك :
الحد المسموح به للتعليق من الحروف هو 500 حرف    حرف متبقى
التعليق :
كود التحقق ادخل الحروف التي في الصورة ما تراها في الصورة: