أكدت أن النموذج اليمني لا يمكن تطبيقه في العراق وسوريا.. "واشنطن بوست": انتصارات اليمن على القاعدة مؤقتة وهادي مثل سلفه

 
نشرت يوم أمس صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية تقريراً مطولاً للكاتبة " كاثرين زيمرمان" أشارت فيه إلى أن النموذج اليمني لا يمكن أن يطبق في العراق وسوريا، مخالفة بذلك رؤية الرئيس باراك أوباما الذي قال: إن الولايات المتحدة تعتبر سياستها بشأن اليمن نموذجا لما يجب القيام به في العراق وسوريا. في حين قالت الكاتبة: لكن ما سماه الرئيس أوباما بـ"النموذج اليمني" لم يكن ناجحا، لأن البيت الأبيض يدعي أن اليمن هي في الواقع تواجه خطر الانهيار. إن محاولة تكرار ذلك النموذج في ظروف أكثر صعوبة بكثير في العراق وسوريا سيحالفه الفشل في الغالب. 
 
خلفية بسيطة: الولايات المتحدة هي في شراكة مع الحكومة اليمنية ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية التي لا تزال تمثل التهديد المباشر والوشيك ضد الأراضي الأميركية. 
 
وترى الصحيفة أن إدارة أوباما تحدد أهدافها في اليمن في أضيق الأحوال بالحيلولة دون وقوع هجوم للقاعدة على مصالح الولايات المتحدة في الخارج والداخل. هذه الأهداف شكلت استراتيجية مكافحة الإرهاب التي تعتمد على الشراكة مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لمحاربة القاعدة في شبه الجزيرة العربية في اليمن دون استخدام القوات الأميركية. مشيرة إلى أن هذا النموذج هو واحد من الخدمات الأميركية المحدودة في التدريب والاستشارة لمساعدة الشريك المحلي في الحفاظ على التهديد الإرهابي تحت السيطرة. المساعدة العسكرية الأميركية توفر إمكانيات لنقل القوات من أجل زيادة نطاق العمليات العسكرية اليمنية، وقيام أفراد من الجيش الأميركي بتدريب القوات اليمنية إضافة إلى توفير الخدمات اللوجستية الأساسية والدعم الاستخباراتي لعمليات مكافحة الإرهاب اليمنية. 
 
وتقول الصحيفة: إن النموذج اليمني هو البصمة الأميركية المحدودة والأقل تكلفة. لكنها تتسأل في الوقت ذاتها هل يمكن تطبيق هذا الحل الجيد نظريا؟ في حقيقة الأمر، لا. فالقاعدة في شبه الجزيرة العربية لم تتوقف عن محاولة قتل الأميركيين منذ نشأتها عام 2009. وهي تقف وراء ما لا يقل عن ثلاثة محاولات لضرب الولايات المتحدة في الأعوام 2009 و2010 و2012، والتهديد الإرهابي التي أجبر الولايات المتحدة على إغلاق أكثر من 20 منشأة دبلوماسية أميركية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط في أغسطس 2013. 
 
وأكدت أن انتصارات اليمن ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية أصبحت تكتيكية وعلى الأرجح مؤقتة. في هذا الربيع ركز الهجوم العسكري على ملاذات للقاعدة مثل المعقل الجبلي في منطقة المحفد والذي يمتد على الطريق الرئيسي الذي يربط جنوب اليمن بمشرقه. 
 
كانت القوات اليمنية تأمل في تعطيل خط تواصل القاعدة في شبه الجزيرة العربية والقضاء على طرق الوصول إلى معسكرات تدريب هناك. لكن خلال عملية يمنية مماثلة جرت عام 2012، أظهرت القاعدة في شبه الجزيرة العربية تراجعها، فقط من أجل شن هجوم مضاد لاحقا واستعادة تلك المناطق. 
 
الهجمات الأخيرة التي نفذتها القاعدة في شبه الجزيرة العربية في المناطق المطهرة تشير إلى عملية مكررة. القضية الأساسية هي أن القوات اليمنية لم يتم إعدادها للقتال الذي بدأ في عهد سلف الرئيس هادي. غالبية القوات التي تواجه القاعدة في شبه الجزيرة العربية تتكون من وحدات من الجيش النظامي التي لا تتلقى مساعدات مباشرة من الولايات المتحدة. 
 
وبدلا من ذلك يتم توجيه الجزء الأكبر من المساعدات العسكرية الأميركية نحو دعم عمليات مكافحة الإرهاب اليمنية، مثل شن غارات لاعتقال خلايا القاعدة في شبه الجزيرة العربية وإبطال أي مؤامرات. لكن الحرب في اليمن ليست في المقام الأول لمكافحة الإرهاب، بل هي لمكافحة التمرد. 

 
لا يتم استغلال المساعدات العسكرية الأميركية بالشكل الأمثل، بل أن تأثيرها سيكون محدود طالما أن الجهود الرئيسية تنصب فقط في هجوم بري ضد مواقع القاعدة في شبه الجزيرة العربية. 
 
وفي الوقت الذي رأت الصحيفة أن الافتراض الكامن وراء التركيز الأميركي على قدرات اليمن في مكافحة الإرهاب يرجع إلى أن القاعدة في شبه الجزيرة العربية تُعتبر مشكلة محلية في المقام الأول والتي يمكن للقوات اليمنية أن تتعامل معها مع مرور الوقت، بصرف النظر عن أنها مجموعة صغيرة وخطيرة. اعتبرت الصحيفة أن هذا الافتراض غير صحيح. فتحول القاعدة في شبه الجزيرة العربية عام 2011 نحو التمرد خلق متطلبات عسكرية جديدة قد لا تكون اليمن قادرة على الوفاء بها. كما أن الوتيرة البطيئة للعمليات الأميركية اليمنية لمكافحة الإرهاب أعطت القاعدة في شبه الجزيرة العربية فرصة للتركيز على التطوير. لذلك يبقى تهديد القاعدة في شبه الجزيرة العربية قابل للحياة. 
 
كما أن النموذج اليمني يحمل خطر كبير آخر. لتحقيق نجاحه، فهو يعتمد على استمرار الالتزام من جانب الرئيس هادي وحكومته. لكن للأسف، هادي ،مثل سلفه، لديه أولويات أخرى. 
 
عندما تعرض الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح لتهديدات انتفاضة الربيع العربي عام 2011، قام على الفور بنقل القوات الحكومية، التي تقاتل القاعدة، إلى العاصمة لحماية نظامه. وبالمثل، يواجه هادي تهديدا أمنيا متزايدا من حركة الحوثيين الشيعية التي يندفع مقاتليها جنوبا نحو العاصمة صنعاء. 
 
الحوثيون، الذين يتلقون الدعم من ايران، خاضوا ست حروب ضد الجيش اليمني منذ عام 2004، ومن المرجح أن جهود الحكومة ضدهم ستستنزف الموارد العسكرية من المعركة ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية. 
 
وفي الأخير تذكر الصحيفة : باختصار، ليس فقط أن النموذج اليمني غير فعال، بل أن الظروف التي سمحت بتحقيق نجاحات في اليمن في بعض الأحيان غير موجودة في العراق أو سوريا. فهل هناك حكومة متعاونة؟ وهل هناك قوة عسكرية متماسكة؟ وهل هناك عدو مشتت وغير منظم؟ 
 
في نهاية المطاف، فإن العناصر المشتركة الوحيدة في اليمن والعراق وسوريا، لسوء الحظ، هي عدم كفاية المساعدة الأميركية لقوات غير مؤهلة والفشل المحتمل.
 
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط https://telegram.me/alyompress


كلمات مفتاحية:


اقرأ ايضا :
< ١٢٩مقعداً شاغراً لأعضاء وقيادات السلطة المحلية في ١٣محافظة .. وزارة الإدارة المحلية تعجز عن تطبيق المادة 235 من قانون السلطة المحلية
< مقتل جندييْن إسرائيليين بعملية تسلل لمقاومي القسام
< الفلكي اليمني الجوبي .. يوم الإثنين أول أيام عيد الفطر المبارك
< أنباء عن وصول لجنة رئاسية إلى صعدة لإستلام جثة العميد حميد القشيبي و بعض الأسرى
< برلماني يمني يكشف عن 16مليار ريال كانت سبباً في إقالة وزير المالية الأسبق " صخر الوجيه "
< الحوثيون ينسحبون من بعض المناطق التي سيطروا عليها بهمدان منطقة " ضروان " بعد تطمينات اللواء الحاوري بعدم التواجد العسكري فيها
< منتخب الجزائر لكرة القدم الأول عربيا وأفريقياً ( شاهد جدول التصنيف حسب الفيفا)

اضف تعليقك على الفيس بوك
تعليقك على الخبر

ننبه الى ان التعليقات هنا تعبر عن كاتبها فقط ولا يتبناها الموقع، كما ننبه الى ان التعليقات الجارحة او المسيئة سيتم حذفها من الموقع
اسمك :
ايميلك :
الحد المسموح به للتعليق من الحروف هو 500 حرف    حرف متبقى
التعليق :
كود التحقق ادخل الحروف التي في الصورة ما تراها في الصورة: