الرئيس هادي أمام أعضاء مجلسي النواب والشورى : نحن لسنا ضيوفاً في هذا الوطن وإنما أصحابه وأبناءه ( تفاصيل كلمة الرئيس)

 
التقى الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليوم الإخوة رئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي ورئيس الوزراء خالد محفوظ بحاح ورئيس مجلس الشورى عبد الرحمن محمد علي عثمان وأعضاء مجالس النواب والوزراء والشورى في القاعة الكبرى بدار الرئاسة.
 
جرى خلال اللقاء التنسيق والتشاور فيما يهم أمن واستقرار ووحدة اليمن وكيفية الأداء في مختلف المجالات.
 
وقد ألقى الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي استعرض خلالها مجمل تطورات الأوضاع التي تشهدها الساحة الوطنية من مختلف الجوانب .
 
وقال " يسرني أن التقي بكم هذا اليوم وأن نواصل العمل سوياً وبعزيمة موحدة وإرادة صلبة وقوية من أجل إخراج هذا الوطن العزيز والغالي على قلوبنا جميعاً من طوفان المحن والأزمات التي كادت أن تقضي على كل شيء".
 
وأضاف الأخ رئيس الجمهورية " نلتقي اليوم ولدينا ما يجمعنا ويوحدنا أكثر مما يفرقنا بعد تشكيل حكومة الكفاءات التي مرت بمخاض عسير حتى وصلنا إلى هذه التشكيلة التي مثلت خطوة متقدمة في تقديم الكفاءة والنزاهة والشراكة الوطنية الواسعة وضخت دماء جديدة في السلطة التنفيذية وما كان لذلك ان يتحقق لولا تفهم وإيثار أغلب المكونات السياسية التي تجاوزت عملياً مرحلة المحاصصة السياسية وإن كان تشكيل هذه الحكومة قد أخذ وقتاً طويلاً وجهداً كبيراً لكن تقدير أبناء الشعب وتفاؤلهم وترحيبهم بها يخفف علينا جميعاً أي جهد أو تعب أو حتى لوم".
 
وتابع " أطلب من مجلسي النواب والشورى وكل المكونات السياسية والاجتماعية أن يقدموا كل سبل الدعم والمساندة لهذه الحكومة التي تواجه تحديات استثنائية وخطيرة تتمثل باستعادة هيبة الدولة ومكانة الجيش والأمن وتوفير الأمن والاستقرار لكل أبناء شعبنا بالتوازي مع مناهضة الفقر وتعزيز إجراءات النزاهة وإنقاذ البلاد من انهيار اقتصادي يكاد يكون وشيكاً.
 
وحث الأخ الرئيس الحكومة على سرعة تشكيل اللجنة الاقتصادية التي نص عليها اتفاق السلم والشراكة الوطنية وتنفيذ كل بنوده الأخرى .. مطالباً كل الأطراف الموقعة على الاتفاق الالتزام بتنفيذ بنوده دون اية انتقائية.
 
وقال " نحن لسنا ضيوفاً في هذا الوطن وإنما أصحابه وأبناءه وخدامه وإن هموم المواطنين على كل شبر من هذا الوطن العزيز وفي المهجر هي همومنا ولا ندخر أي جهد من اجل تجاوزها والتغلب عليها وندرك حجم المسئوليات العظيمة الملقاة على عاتقنا تجاه هذا الشعب الصابر وبالمقابل أيضا فإنه على جميع أبناء الشعب مسئوليات كبيرة لا يجوز لأحد التنصل عنها أياً كان موقعه في الدولة والمجتمع أو مكانه على الأرض اليمنية أو خارجها" .. معتبراً هذا اللقاء فرصة للتعبير.
 
وأضاف " تجتاح هذا الشعب الصابر اليوم موجة ألم وغضب وربما حالة من الإحباط تجاه ما آلت إليه الأوضاع في البلاد أمنياً واقتصادياً وسياسياً ويعلم الله بأني صادق أشعر بكل هذا الألم مضاعفاً وأن هذه التحولات لم ولا ترضيني ولا يمكن أن أقبل باستمرار هذا الوضع مهما كان الأمر".
 
وتابع الأخ رئيس الجمهورية قائلاً " تعلمون بأننا اشتركنا جميعاً في الحلم الوطني الكبير حلم اليمن الجديد هذا الحلم هو ما عزز إيماني بكم لأنه يخصكم جميعاً وأنكم لن تتنازلوا عنه أبداً وهذا ما يجعلني أواجه كل الضغوطات والخذلان بمزيد من الصبر والتشبث بخيوط الأمل بأننا جميعاً سنصل إلى تحقيقه وبأن هذه الأزمات العميقة أو المفتعلة الحديثة منها أو تلك التي ورثناها جراء عقود من الصراعات السياسية والإهمال والتقصير ماهي إلا صوراً من صور مقاومة التغيير لمشروع الدولة المدنية الحديثة دولة المساواة والشراكة والعدالة التي سيكون فيها اليمن للجميع " .
 
ومضى الأخ الرئيس " في ساعات الشدة والشعور بالإحباط يسهل على أي قائد أن يتخذ قرارات انفعالية قد تجعله يبدو بطلاً لكن كلفتها ستتجاوز كل الحسابات بل ستمزق خيوط الأمل التي نتشبث بها للوصول لليمن الجديد لكننا دوماً كنا نحسب كل خطوة بمقدار تأثيرها وكلفتها على مشروعنا الجامع وعلى نسيجنا الاجتماعي ونظرنا إلى كل ما يجري حولنا في اقطار شقيقة واستفدنا من كل ذلك وحاولنا بالصبر والإيمان أن نسكت طبول الحرب التي تقرع كل يوم وأن نبتعد عن الاستفزازات التي تريد أن تدخلنا في معارك جانبية وتجاوزنا عن اي استهداف شخصي لتفادي اية تحديات تستهدف الشعب وأمنه الاقتصادي والسياسي والأهم أمنه الاجتماعي ".
 

وأردف قائلاً " كنا ننظر لذلك ليس بحسابات اليوم القصيرة ولكن بحسابات المستقبل فنحن على ظهر سفينة واحدة تتقاذفها العواصف في كل اتجاه وفوق كل هذا فهناك من يحاول خرق هذه السفينة ومهما كانت المبررات لهذا الفعل فإننا إذا لم نمنع كل من يحاول القيام بذلك عن طريق الأخذ بيده ومنعه وليس بإحداث خرق اخر فإننا سنغرق جميعاً ونبدأ بتبادل عبارات اللوم بل والتخوين ولكن بعد فوات الآوان". 
 
واستطرد الأخ رئيس الجمهورية " أنا واحد منكم واحد من هذا الشعب العظيم ، يجمعنا حلم واحد ومشروع واحد إلا أنكم كلفتموني في مرحلة تاريخية فاصلة بحماية هذا المشروع وأنا مؤمن أنه ليس مشروعي فقط ولا مشروع حزب أو جماعة لكنه مشروعنا جميعاً انطلق كثمرة من ثمار الحكمة اليمنية والتسوية السياسية المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية بعد تضحيات غالية ونضالات متصلة عبرت عنها كل الثورات اليمنية الخالدة واستطعنا جميعا وبجهود كل الخيرين من ابناء الوطن الوصول لمخرجات الحوار الوطني الشامل التي مهما اعتقد البعض بأنه قد رافقها أوجه من القصور أو النقص إلا أن وثيقة الحوار الوطني الشامل هي أفضل وأشمل ما يمكن أن يتوافق عليه اليمنيون في ظل كل هذا التمترس وذلك الارث الثقيل".
 
وأشاد الأخ الرئيس بالجهود الاخوية الصادقة لكل الاشقاء في مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز..مؤكداً أن هذه الجهود الصادقة من قبل الأشقاء والأصدقاء في المجتمع الدولي كان لها اثر كبير في تحقيق ما تم التوصل اليه.. شاكراً لهم مواقفهم الثابتة والدائمة في مساندة حق الشعب اليمني في التغيير والسعي من أجل حياة أفضل والتأكيد الدائم على الالتزام بواحدة وأمن واستقرار اليمن.
 
وخاطب أبناء الشعب اليمني قائلاً " تحملت معكم وفي احيان كثيرة نيابة عنكم هذه المسئولية الثقيلة والمرهقة والمعقدة لدرجة لا يمكنني وصفها وأثق مؤمناً أنكم تدركون ذلك ولا أنتظر مكافأة ولا تقدير فالله كفيل بذلك إلا أن أكبر مكافأة لي ولكم هو إنجاز هذا المشروع الحلم الذي يجب علينا جميعا أن نبذل في سبيله كل جهد صادق وأن نتحمل من اجله المسئولية سوياً ‘ وأن نغادر خانة المهاترات والخلافات إلى خانة الفعل الايجابي والعمل الصادق من اجل اليمن ، وأتطلع معكم صادقا لأن لا ارى بعد اليوم اية قطرة دم تسيل في صنعاء أو عدن في صعدة أو المهرة فشعبنا يتطلع للبناء والتنمية والعيش الكريم".
 
وأضاف " لقد تعرضنا خلال الفترة الماضية لسيل من الاتهامات والضغوط وتحملت بصبر كل ذلك ليس من أجل بقاء المنصب والسلطة فلا المنصب مغري ولا السلطة دائمة ولكني والله تحملت ذلك بإيمان من اجلكم ومن اجل حلمكم واعرف بأن هناك الكثير منكم يقومون بذلك بدافع الغيرة على هذا الوطن لكن عليكم أن تدركوا أن هناك من يستثمر هذه المشاعر الصادقة ليمرر المشاريع الصغيرة ويحاول أن يستغل هذه الأوضاع لما يخدم أهدافه ويضعف مركز وموقف الدولة أكثر وأكثر والتي إن انهارت لا قدر الله ،فلن يكون هناك رابح ابدا ، وسيكون هناك بالتأكيد خاسر وحيد هو الوطن وحلم ابناءه".
 
وتابع الأخ الرئيس " ولا أخفيكم سراً بأن هذه الغيرة وتلك الشجاعة الكبيرة وخاصة بين ابنائي وبناتي الشباب تسعدنا وتشعرنا دائما بحيوية هذا الشعب بل وغالباً ما يساعدنا النقد البناء والهادف في تصويت بعض السياسيات وتجاوز بعض القصور وأقول للشباب لا تستعجلوا فأنتم نصف الحاضر وكل المستقبل انتم القادم الأفضل".
 
وقال " لا يمكننا أن ننكر أن الدولة في حالة ضعف فالجميع وعلى مدى عقود اضعف هذه الدولة وهو يعتقد انه ينتصر لنفسه او حزبه او قبيلته او جماعته ايا كانت ، إلا أننا نؤمن بأننا جميعا قادرين على اعادة بنائها وتقويتها ".. مضيفاً " عليكم اراهن واعتمد وانتم السند بعد الله سبحانه وتعالى فإن تضافرت الجهود بنية صادقة ووطنية حقه فإننا قادرون .
ودعا الأخ الرئيس إلى التطلع للمستقبل والترفع عن الصغائر لاستعادة المشاعر الوطنية الجامعة التي لطالما جمعتنا .. مجدداً تأكيده بأننا سنصل وستكون المسافة إلى المستقبل اقصر ولن يمن عليكم أحد ، لا رئيس ولا برلمان ولا حزب ولا جماعة بأنه هو من حقق المنجزات فالشعب اليمني هو صانع المنجزات وعليه أن لا يستسلم ولنتحمل جميعنا المسئولية في هذه المرحلة الصعبة لأن في كل محنة فرصة لا تقتنصها إلا الشعوب الحية والشعب اليمني اهلا لذلك.
 
وخاطب الأخ رئيس الجمهورية قادة وأعضاء المكونات السياسية والاجتماعية قائلاً " يمكننا أن نظل هكذا نتبادل المهاترات ونحسن انتقاء الكلمات ونظل ندور حول أنفسنا إلى ما لا نهاية ولن يخرجنا هذا السلوك مما نحن فيه من تشظى واحتراب إعلامي وأحياناً للأسف عسكري بل سيزيد الأمر سوءاً فدعونا نتوقف وننظر ماذا قدمنا لشعبنا غير الخلاف والتفنن فيه ؟ هل يكفي الاتهام والصراخ وتبرير ساحة الذات وكيل التهم للآخرين لإعفائنا من المسئولية ؟ بالتأكيد لا اذاً دعونا نرفض ذلك وننحاز فقط للمشروع الوطني الكبير وأن نحاصر جميعاً كل المشاريع الضيقة والمتخلفة وندمج ما يصلح منها في المشروع الوطني الجمعي ، بذلك فقط سنصل وسيكون احتفالنا باليمن الجديد أقوى وأعظم وسنكون قد أهدينا للأجيال القادمة وطناً موحدا ومزدهرا ، لا وطناً ممزقاً".
 
وأضاف " نحن جميعا اليوم امام خياران لا ثالث لهما خيار استعادة وبناء الدولة على أسس حديثة ومتينة والانطلاق نحو اليمن الاتحادي الجديد أو الاستسلام والإسهام بشكل مباشر وغير مباشر في إضعاف الدولة ومؤسساتها لصالح الفوضى والعنف والتمترس خلف يافطات حزبية أو مناطقية أو طائفية أوغيرها ، لذلك دعونا ندعم هذه الحكومة الجديدة التي تحمل لنا الكثير من الامل والتفاؤل وأن نركز على تهيئة الظروف الملائمة للاستفتاء على الدستور وإجراء الانتخابات وبناء اليمن الاتحادي الجديد على اساس مخرجات الحوار الوطني".
 
واختتم الأخ الرئيس كلمته بالقول " يا ممثلي الشعب والأمناء على مصالحة وحقه في الحياة الكريمة والآمنة لا تخذلوا شعبكم الذي يراهن عليكم وعلى حكمتكم لنترفع جميعاً عن كل خلافاتنا من اجل مستقبل ابنائنا فلا تفرطوا في وطنكم من اجل اية يافطة مهما بدت انها عنوان لكم فلا عنوان يليق بناء الا اليمن الواحد الأمن المزدهر" .. مجدداً الوعد والعهد لكل مواطن ومواطنة بالمضي قدماً معهم وبهم من أجل إنجاز هذه الأمانة التي تحملها .. مؤكداً أننا كلما أتحدنا حول مشروع اليمن الجديد ستنهزم كل المشاريع الصغيرة وستموت لا محالة.
 
حضر اللقاء مدير مكتب رئاسة الجمهورية الدكتور احمد عوض بن مبارك وأمين عام رئاسة الجمهورية الدكتور منصور البطاني.
 
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط https://telegram.me/alyompress


كلمات مفتاحية:


اقرأ ايضا :
< الحوثيون يمنعون الطائرة الخاصة بالرئاسة من الاقلاع من مطار صنعاء
< قرارات جمهورية مرتقبة بتعيينات هامة في مناصب مدنية وعسكرية
< ماذا أحدث عن صنعاء؟
< تفاصيل كاملة عن لقاء اليوم منتخبنا أمام البحرين.. التوقيت.. التشكيله - الغيابات - الحكام - المعلقون - القنوات الناقله
< رئيس الوزراء " بحاح " يرتدي فانلة المنتخب الوطني ويساند اللاعبين في بطولة خليجي22 (صورة)
< الجسمي ورابح ولوحات تشكيلية في افتتاح "خليجي 22" غداً الخميس
< إستراتيجية إعلامية جديدة للدولة تضعها وزيرة الإعلام " نادية السقاف " أمام مجلس الوزراء

اضف تعليقك على الفيس بوك
تعليقك على الخبر

ننبه الى ان التعليقات هنا تعبر عن كاتبها فقط ولا يتبناها الموقع، كما ننبه الى ان التعليقات الجارحة او المسيئة سيتم حذفها من الموقع
اسمك :
ايميلك :
الحد المسموح به للتعليق من الحروف هو 500 حرف    حرف متبقى
التعليق :
كود التحقق ادخل الحروف التي في الصورة ما تراها في الصورة: