مفاوضات بين هادي و الحراك .. وقائد أمني يهدد بإشعال حرب شاملة

 
يواصل الرئيس عبد ربه منصور هادي ممارسة مهامه الرئاسية من عدن، وقالت مصادر مقربة من الرئاسة اليمنية لـ«الشرق الأوسط»، إن هادي يناقش ملفات شائكة تتعلق باستتباب الأمن في الجنوب والمحافظات الموالية لـ«الشرعية الدستورية»، في الوقت الذي يواصل فيه الحوثيون بسط سيطرتهم على مقاليد السلطة في صنعاء، التي اعتبرها الرئيس هادي «عاصمة محتلة» من قبل ميليشيات الحوثيين.
 
 وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن هادي «يجري، عبر وسطاء، مفاوضات مع (الحراك الجنوبي) من أجل التوصل إلى صيغة مشتركة لتهدئة فصائل الحراك وعدم قيامها بأي احتجاجات ضد هادي وضد الشماليين في الوقت الراهن، كي لا يضعف موقفه». وأكدت المصادر، أن «المفاوضات صعبة في ظل وجود طروحات متشددة من قبل بعض قيادات الحراك التي تحرك الشارع والتي تطالب هادي بأن يتبنى انفصال الجنوب، وهو الأمر الذي لا يقبل به هادي، في ظل الظروف الراهنة، على الأقل». وأشارت المصادر إلى أن «هادي يسعى إلى إقناع الجنوبيين بخيار الأقاليم والدولة الاتحادية لضمان حقوقهم السياسية والاقتصادية، لكن الجنوبيين لا يرغبون في خوض أي صراع مسلح من أجل هادي، بل من أجل استعادة الدولة الجنوبية فقط».
 
في هذه الأثناء، تشهد مدينة عدن، كبرى مدن جنوب اليمن، حالة من التوتر والانتشار الأمني جراء رفض قائد قوات الأمن الخاصة المقال، العميد عبد الحافظ السقاف، تسليم المعسكر لخلفه، في الوقت الذي أكدت مصادر لـ«الشرق الأوسط» وصول تعزيزات من مسلحي اللجان الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي إلى مدينة عدن، في حين تفرض هذه اللجان حصارا على المعسكر الرئيسي.
 

 وأكد مصدر أمني في محافظة عدن لـ«الشرق الأوسط» أن الأوضاع الأمنية ما زالت متوترة خاصة في منطقة «الصولبان» المحاذية لمطار عدن الكائن بحي خور مكسر والتي يقع فيها معسكر قيادة قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي - سابقا). وأشار المصدر ذاته إلى أن جهودا بذلت، خلال الأيام الماضية، بقصد إقناع العميد عبد الحافظ السقاف القائد المقال من منصبه كقائد لقوات الأمن الخاصة فرع عدن، وكان آخر هذه الوساطات يوم أمس والتي باءت بالفشل نظرا لتمسك قائد القوات الخاصة بموقفه الرافض لقرار الرئيس عبد ربه منصور هادي والذي قضى بتعيين العميد ثابت مثنى جواس قائدا لهذه القوات وبالمقابل تم تعيين العميد السقاف وكيلا لمصلحة الأحوال المدنية بوزارة الداخلية.
 
ونفى المصدر الأمني - الذي فضل عدم ذكر اسمه - في الوقت ذاته صحة الأخبار القائلة بوصول تعزيزات عسكرية إلى داخل المعسكر الذي يوجد فيه القائد المقال ويعيش حاليا حالة من الحصار والعزلة المفروضتين عليه من قبل لشعبية الموالية للرئيس هادي، لافتا إلى السلطة المحلية في محافظة عدن ممثلة بمحافظها الدكتور صالح بن حبتور وكذا قيادات عسكرية وأمنية وحزبية وقبلية ما زالت في مسعاها لحل الأزمة المتفاقمة يوما عن يوم وذلك حرصا منها على أن لا تتفاقم الوضعية وتنحدر إلى الصدام المسلح بما يعني من إراقة للدم وقتل للنفس وتدمير للممتلكات، ناهيك بما تسببه لسكان المدينة.
 
وعلى الصعيد نفسه، أعرب أحد أعضاء لجنة الوساطة عن خيبة أمله واستغرابه من نكث قائد القوات الخاصة لاتفاق سابق التزم بموجبه تسليم المعسكر للعقيد عدلان الحتس قائد القوات الخاصة في شبوة والذي تم استقدامه إلى عدن بناء واتفاق اللجنة مع السقاف الذي اشترط على اللجنة أن يكون بديله ضابطا أمنيا ومن المؤسسة الأمنية وليس قائدا عسكريا في الجيش إلا أن السقاف عاد ونكث بما اتفاق عليه، إذ وبعد تنسيق اللجنة مع الرئاسة والقائد الجديد كانت اللجنة قد فوجئت عند ذهابها إلى معسكر القوات الخاصة يوم السبت الماضي بنكث القائد لما تم الاتفاق عليه بين الطرفين.
 
إلى ذلك، قال أحد الوسطاء لصحيفة «الأمناء» الصادرة أمس، إن القائد السقاف لم يكتفِ برفضه القاطع؛ إذ هدد بإشعال حرب شاملة في عدن، وعندما حاولت اللجنة إثناءه عن قراره زاد من ممانعته قائلا: «لن أسلم إلا بتوجيهات من صنعاء»، محددا اسم الشخص، وملوحا باستعداده لخوض معركة». وكان العميد السقاف، نفى، في وقت سابق، رفضه لقرار الرئيس القاضي أيضا بتعيينه وكيلا لمصلحة الأحوال المدنية، لكنه وبمضي الأيام أظهر ممانعته للقرار الرئاسي أثناء لقائه الوسطاء الذين نقلوا عنه مطالبته الرئاسة بمعرفة أسباب إقالته من منصبه وكذا إلحاحه لأن يكون بديله من منتسبي الداخلية. الأجواء القائمة في مدينة عدن الآن عادت للأذهان مجددا وضعية مماثلة عاشتها قبل حرب صيف 1994م، وتحديدا إبان الأزمة السياسية المحتدمة بين الأطراف؛ إذ كانت كتيبة الموشكي المرابطة وقتها في ذات المعسكر قد أحدثت حالة من القلق والهلع بين السكان القاطنين بجوار المعسكر الذي شهد حينها حالة مماثلة أدت في النهاية إلى انفجار الوضعية وخروجها عن السيطرة.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط https://telegram.me/alyompress


كلمات مفتاحية:


اقرأ ايضا :
< وزارة الحج السعودية تحدد حصة اليمن من حجاج هذا الموسم
< الحوثيون يفرجون عن الشيخ سام الاحمر(صور
< تأجيل اجتماع وزاري في عدن برئاسة هادي
< اللواء الصبيحي.. العسكري الذي أراد الحوثيون استغلال تاريخه ( سيرة ذاتيه)
< سكرتير الرئيس هادي وطبيبه الخاص من قبضة الحوثيين إلى الأردن
< النجيفي ينتقد عدم تسليح السنة والمالكي يشيد بالحشد
< خلافات وشروط تؤجل لقاء الرئيس هادي مع اللواء الصبيحي

اضف تعليقك على الفيس بوك
تعليقك على الخبر

ننبه الى ان التعليقات هنا تعبر عن كاتبها فقط ولا يتبناها الموقع، كما ننبه الى ان التعليقات الجارحة او المسيئة سيتم حذفها من الموقع
اسمك :
ايميلك :
الحد المسموح به للتعليق من الحروف هو 500 حرف    حرف متبقى
التعليق :
كود التحقق ادخل الحروف التي في الصورة ما تراها في الصورة: