قوائم جديدة في صنعاء "لرصد" الصحفيين المستقلين

 
واقعة الاعتداء على الزميل نبيل سبيع هي واقعة مشهودة تم ارتكابها في شارع مكتظ بالمارة والعربات ورجال الأمن (وربما اللجان الشعبية) بالقرب من محطة بترول في قلب العاصمة، ساعة الذروة. 
 
تلقيت اتصالات مساء اليوم من عديدين يستنكرون الاعتداء ويستفظعون وحشية المعتدين. بين من اتصل واستنكر واستفظع، اصدقاء ممن يمكن حسبانهم على "ٍسلطة الأمر الواقع" في العاصمة اليمنية صنعاء. 
 
وأود هنا أن أشير إلى 3 نقاط جديرة بالإمعان:
 
 إن الاعتداء على نبيل سبيع وقع في ظل موجة جديدة، أشد علوا وغلوا من الحملات السابقة ضد الصحفيين خلال العام 2015 وقبله. وهي حملات تستهدف التحريض على الصحفيين المستقلين المعارضين ل"سلطة الأمر الواقع" في صنعاء. ونبيل سبيع، من موقعه المستقل، هو أحد أهم الأصوات الناقدة لأطراف النزاع في اليمن والأقليم. 
 
 إن الاعتداء لاحق على معلومات رشحت قبل أيام، تشير إلى نشاط أمني يستهدف العديد من الصحفيين المستقلين والمعارضين في صنعاء/ من خلال قوائم بأسمائهم تم تكليف عناصر مخابرات (التي تخضع حاليا لإشراف مباشر من عناصر حوثية) برصد حركتهم والرقابة والتدقيق في البيانات المتعلقة بأسرهم وبأماكن سكنهم. 
 
إن القرار الأمني في صنعاء في حوزة "النظام الخاص" لجماعة الحوثيين (أنصار الله). ومن واقع المعايشة عبر متابعة حالات اعتداءات سابقة او جهود للإفراج عن مختطفين ومعتقلين في جهازي الأمن السياسي والقومي خلال العام الماضي (وحتى ظهر اليوم)، يظهر أن القيادة الرسمية للجماعة (أي من هم في الموقع السياسي القيادي) لا تشارك بأي مستوى في القرار الأمني أو التوجيه السياسي للمشرفين عليه. ما يعني أن صلاحيات هؤلاء المشرفين (وهم حفنة من "الأبوات") مطلقة، وتفوذهم يتجاوز نفوذ أي مسؤول أمني مر على الأجهزة الاستخباراتية اليمنية قبل اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء. 
 
***
لا يملك أحد توجيه الاتهام لجماعة أو جهاز. 
لكن من السذاجة استبعاد مسؤولية طرفي "سلطة الأمر الواقع" في صنعاء، أو أحدهما، أو أحد أدواتهما المنفلتة في شوارع العاصمة، عن واقعة الاعتداء على نبيل سبيع. 

هناك سلطة تحصي أنفاس اليمنيين في العاصمة. وهناك جهاز يرصد أصوات الصحفيين وأنفاسهم.  وهناك لجان شعبية تنتشر في الأحياء والشوارع لغرض مكافحة "مرتزقة العدوان" والتنكيل بكل من يتم تعيينه (من قبل هذه اللجان) كموال للعدوان. 
 
هناك صحفي مستقل أعزل من كل شيء إلا ضميره وموهبته الأسرة في التعبير عن نبض الشارع في اليمن، ينتقد الحوثيين وحليفهم الأول الرئيس السابق، من دون أن يوفر خصومهم. وهذا الصحفي وقع عليه اعتداء جسيم ظهر اليوم في شارع مكتظ بالمخبرين والمسلحين ساعة الذروة في العاصمة اليمنية.
 
ليس من الحكمة توجيه الاتهام (اعلاميا وسياسيا) إلى طرف بعينه الآن. 
لكن من الجنون التعامي عن سلوك مستمر في التعامل مع الصحفيين خلال السنوات الأخيرة، وتجاهل ظاهرة تغول "الأبوات" في جماعة "أنصار الله" على السياسيين والأمنيين الرسميين في صنعاء وخارج صنعاء. 
 
هناك، راهنا، قوائم رصد للصحفيين يتم تحديثها راهنا من قبل المخابرات. 
 
لدينا، إذاً، مشتبه بهم. 
هؤلاء المشتبه بهم، بالمنطق والشواهد والسجل المتضخم خلال عام ونصف العام، قد يتم ترقيتهم إلى متهمين (ثم جناة) إن لم يعلنوا عن أسماء الأنذال الذين نفذوا جريمتهم المشهودة خلال الساعات المقبلة.
 
من صفحة الكاتب على فيسبوك
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط https://telegram.me/alyompress


كلمات مفتاحية:


اقرأ ايضا :
< وفاة فنان يمني من أشهر الممثلين اليمنيين وأحد نجوم مسلسل " همي همك"
< شاهد 5 صور كيف أصبح المجمع الحكومي بهمدان شمال صنعاء بعد إستهدافه من قبل طيران التحالف فجر اليوم الأحد
< عاجل : غارات جوية وانفجارات عنيفة تهز العاصمة صنعاء - المواقع المستهدفة
< ( بالصور - والفيديو ) متشددون إيرانيون يقتحمون ويضرمون النيران في مقر القنصلية السعودية في إيران إحتجاجاً على إعدام " النمر "
< أول رد رسمي " حوثي " على إعدام السلطات السعودية لـ " النمر "
< صدور قرار جديد للجنة الثورية العليا " الحوثية " بتعيين ( نص القرار)
< لأول مره اللواء المقدشي واللواء الشهاري يزوران أول المواقع المحرره التابعة لصنعاء( صورة)

اضف تعليقك على الفيس بوك
تعليقك على الخبر

ننبه الى ان التعليقات هنا تعبر عن كاتبها فقط ولا يتبناها الموقع، كما ننبه الى ان التعليقات الجارحة او المسيئة سيتم حذفها من الموقع
اسمك :
ايميلك :
الحد المسموح به للتعليق من الحروف هو 500 حرف    حرف متبقى
التعليق :
كود التحقق ادخل الحروف التي في الصورة ما تراها في الصورة: