هاشم الصوفي : قادة المقاومة :عار يعودوا عبر طرق التهريب

 
شهرُ إلاّ بضعةَ ايام مرّ حتى الآن على نزول قادة مقاومة تعز الي عاصمة اليمن المؤقتة "عدن" ولاشك أنها مدة طويلة لا يمكن تقبلها ولا تصديقها في ايام حرب لم تنتهي بعد ومع  قادة كفاح مسلحٍ ميداني يقوده على الارض ليتغيب قادته كل هذه المدة عن المعركة رغم محاولة العدو المتكررة لإحداث خرق في احدى الجبهات ،ومع ذلك سنتغاضى عن ذلك وسنبرر له بشتى الوسائل والحيل وسنقول مناقشة خطط الحسم وتكتيكاته العسكرية التهمت الايام واحتاجت كل هذا الوقت..ومن السهل ايضا ان نقول انهم منشغلون بترتيب وضع المحافظة لما قبل الحسم واثناءه وما بعده وووو والي يوم الدين ،ولكن في النهاية .. هل ستكون العودة  الي تعز من طالوق ،كما يُهرّب الغذاء والدواء الي المدينة !!..  
 
كان الغرضُ من النزولِ واضحاً وكان يفترض ان يكون سريعا لكنه أخذا هذه المدة وهو ما يعني ان المسألة كانت في البداية بحاجة الي لملمة الشتات -التي راكمتها الخلافات البسيطة في خضم هذا الحدث الكبير- ودفنها في إحدى شواطئ الحرة عدن ..ليس مهما ما جرى او يجري ،الاهم بان لذلك النزول غرضه الذي تتمسك به هذه المدينة وتستند عليه صبرها.. ومازلنا نتذكر تماما تصريحات العميد صادق حين قال:" انه سيعود الي تعز فاتحاً " ،نعم نتذكرها ونحفظها عن ظهر قلب لأنّ هذا ما تريده تعز من كل قادة المقاومة ان يعودوا فاتحين "لا " ان يعودوا "هـم"  مشياً على الاقدام من طالوق او غيره .. 
 
لستُ مجنوناً ،ولا يعني هذا تطرفاً في الطرح عندما أحمل قادة المقاومة فوق طاقتهم دون مراعاةْ استجابة التحالف لهم من عدمه، ورغبتهُ في تحرير تعز اليوم او تأجلها ليوم غير معلوم ..هذة حقيقة !! ورغم أنها كذلك إلا أنها غير عادلة فهي  تَحْمل  مبرراً للقادة  وتحملُ في نفس الوقت ظلماً للمواطنين، فالمواطن ايضا تحمّل فوق طاقاته وبحاجة الي منْ يَجِنْ من اجله، وهل يعقل ان يكون رحيماً بالقادة ورحمةَ القادة لا ترأف بسكان هذه المدينة التي تعاني ويلات هذه الحرب والحصار بصمتٍ وكبرياء ..
قولوا رجعي، راديكالي سأقول "صحيحاً" ولكن ادخلوا تعز من ابوابها وإلا فإنه من العار عليكم العودة الي تعز من غير الطرق الإسفلتية وهذا يتطلب معركة ليست بسهولة وتضحيات هي ستتم اليوم او غدا ،لكنها الان ستكون عمل بطولي وشجاع بينما العودة  مع المهربين الي مدينة تعز خزي وعار وعار .
 
عشوائية القصف المدفعي والصاروخي  الذي يطال الأطفال والنساء والشيوخ كل يوم ..هل سيستمر تحت مبرر خطط الاستنزاف العسكرية للعدو ،وانهاكَ قواه .. هذا ما سمعناه مراراً وتكراراً وهو الواقعُ ايضا ولكننا نتجاله او نتغاضى عنه ..
 

أي تكتيك عسكري هذا الذي يرى دماء الابرياء تُسفك كل يوم، دون ان يحرك ساكنا ..وكأن  تعز تبني قصرا كل يوم لا أن تحفرُ قبرا وثانيا وثالثا ورابعا بل كما يشاء ويشتهي حمقى الهضبة الشمالية الواقفون على أطراف المدينة وفوهة بنادقهم مصوبةً نحونا  ،العدد مفتوح امامهم طالما الايادي على الزناد والسلاح مشحوناً بالذخيرة وموجهة صوبَ هذه المدينة المسكونة بالموت ِوالمحاصرة بأشباحه من كل مكان ،بينما زنادنا اخرسته أكذوبة الاستنزاف الغبية..ومنتظرين حتى يمِلّوا ..فيما الوقعُ يقول أننا  نحن نَنْزِفْ وهم يستَنْزَفون ونزِيفُنا اسرع من استنزافهم ولكننا نتفاءلُ بحماقة رغم مؤشرات السقوط .
 
جحافل الهضبة الشمالية يفرضون طوقَ حصارٍ خانق على المدينة ويصوبون مدافعهم نحو مليون مواطن يعيشون بداخلها ،من مختلف الاعمار والاجناس والانتماءات ،ومع ذلك جميعهم مستهدفين في نظر الحوافش وجميعهم دواعش.. هكذا اثبتت لنا قذائفهم التي لا تتوقف عن استهداف الاحياء السكانية وكأنها مواقع عسكرية لا مساكن اطفال وامهات ..والسبب يعود في ذلك إلى دور الحاضن الشعبي الذي يلعبه ومازال ابناء تعز في المقاومة وهو نقطة قوة المقاومة لا شك يدركها شياطين صعدة وعفاش.. فالحرب لا اخلاق لها وكل منْ في المدينة امام الرصاصة سواء صغيرا كان ام كبيرا فهو عميل وخائن . 
 
لم تعد تعز تتحمل الحرب والحصار اكثر من ما مضى، بعد ان طال الامر ووصل الي مرحلته القصوى ،فهي تتألم بصمت امام بشاعة الانتهاكات التي تمارسها المليشيات بحق ابناءها .. ولم نعد قادرين ان نظل نمارس دور رصد عدد الانتهاكات والقذائف وتصوير الاشلاء والدماء والبكاء المرافق لهما من ذويهم لنذيعها للناس تحت مبرر ايصال اصواتنا للعالم ..تسعة اشهر ونحن على نفس الحال والمنوال ومع ذلك لم يصغي العالم ولم نتوقف نحن عن تكرار هذه الكذبة كلما تكرر امامنا مشاهد السقوط بين الموت والاصابة .
 
تبا لهذا العالم ولي انسانيته التي تحركت فقط بإرسال قافلة مطهرات ومسكنات آلم تم احتجازها في منقطة الحوبان ..فأبناء تعز ليس حاضنه شعبية للعالم ولم يؤيدوا هذا الدور ثقة فهذا العالم وانما وثُوقا"بالمقاومة" لأنكم لن تخذلوهم ..تبا لهذا العالم الذي لم يكف عن الإعراب عن قلقه الغير مطلوب كلما زهقت دماءنا وارواحنا  وتبا لكم ان عدتم من طالوق ..
 
دفع المجتمع كثيرا ثمن وقوفه مع الشرعية وثمن دوره كحاضن شعبي للمقاومة ولكن هل حان الوقت بأن نطالبكم بالإحساس لآلامنا والإستشعار بمسئوليتكم بدلا من مطالبة المجرم بان يتحلى بالقيم والاخلاق حتى لا يستهداف الاطفال والنساء ولا يمنع دخول الماء والغذاء  ..
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط https://telegram.me/alyompress


كلمات مفتاحية:


اقرأ ايضا :
< " اليوم برس " ينشر أسماء المحطات التي ستوزع مادة البنزين ليوم غداً الأحد في العاصمة صنعاء
< تفاصيل الصفقة السرية لتبادل الأسرى بين أمريكا وإيران
< كوريا الشمالية تدعو الولايات المتحدة إلى معاهدة سلام - بشرط
< أسماء المواقع التي استهدفها طيران التحالف في العاصمة صنعاء
< خسارة ثقيله للمنتخب الأولمببي اليمني لكرة القدم أمام نظيره الكوري الجنوبي تبعده خارج البطوله
< بالصور .. لحظات عودة الوزير عبد الرزاق الأشول إلى أسرته بعد الإفراج عنه من قبل الحوثيين
< آلاف الشُبان في سجون الحوثيين ومبالغ مالية يدفعها لمن يريد أن يغادر السجن

اضف تعليقك على الفيس بوك
تعليقك على الخبر

ننبه الى ان التعليقات هنا تعبر عن كاتبها فقط ولا يتبناها الموقع، كما ننبه الى ان التعليقات الجارحة او المسيئة سيتم حذفها من الموقع
اسمك :
ايميلك :
الحد المسموح به للتعليق من الحروف هو 500 حرف    حرف متبقى
التعليق :
كود التحقق ادخل الحروف التي في الصورة ما تراها في الصورة: