قصة يمني اختاروه أفضل أطباء المجر راتبه 70 دولاراً باليمن يحكي معاناته في اليمن وتكريمه في المجر ( صور)

 
تحدثت "العربية.نت" إلى دكتور يمني اختاروه الأسبوع الماضي "أفضل طبيب لهذا العام" في المجر، المقيم فيها منذ 20 سنة، وعلمت منه ما قد يستغربه الكثيرون، وهو أنه اشتغل 9 أشهر مجاناً في مستشفى حكومي باليمن حين عاد متخرجاً كطبيب من هنغاريا، وعندما حصل على ترقية بوظيفته جعلوا راتبه 70 دولاراً فقط.
 
الدكتور عبد الرحمن عبد الرب محمد، وهو من قرية "عارضة شريع" بمحافظة تعز، المطلة على مضيق باب المندب بالجنوب الغربي لليمن، حصد أعلى نسبة تصويت عبر الإنترنت على لقب مثير للحسد في بلاد سكانها 10 ملايين، وهو بينهم أجنبي الأصل وغريب، جاءهم مهاجراً، فمنحوه أفضل لقب طبي وفضلوه عن سواه.
 
وفي حياته بالقرية التي ولد فيها قبل 45 سنة، وهي في مديرية "سامع" بتعز، حادث لا ينساه، وبسببه قرر أن يصبح طبيباً، ففيها رأى شقيقته الصغرى نائلة، وكان عمره 12 وهي سنتين، تبتلع بالخطأ عملة معدنية، سدت جهازها التنفسي بغياب أي طبيب قرب البيت ليأتي وينقذها، فتوفيت أمامه وهو ينظر إليها، عاجزاً أن يفعل شيئاً، وتأثر بالفاجعة، ومال لدراسة الطب بسببها، ونجح بممارسته في بلاد بعيدة هاجر إليها وفتحت له ذراعيها مرحبة، ومنحته قبل 9 سنوات جنسيتها.
 
بيت بأربعين ألف دولار
ومع أن 100 طبيب مجري رشحوا أنفسهم للقب، إلا أن المجريين اختاروه هو "طبيب العام" بالذات، علماً أن معظم منافسيه يقيمون في مدن مكتظة، كسكان بودابست البالغين مليونين، ويهمهم التصويت لواحد من العاصمة ليكون الفائز منهم، إلا أن سمعته فرضت نفسها وعبرت كل حدود، وهو المقيم في مدينة بين الأصغر بالمجر، فسكانها بالكاد يعطونه آلافاً قليلة من الأصوات، لأنهم 36 ألفاً فقط، وهي بعيدة في الشرق المجري 230 كيلومتراً عن العاصمة، اسمها Gyula قرب الحدود مع رومانيا، وفيها "يقيم 10 من العرب تقريباً" كما قال.
تلك المدينة هي العالم كله للدكتور محمد، ولا يرغب بأي منصب يحرمه منها "مهما كان" فقد اعتاد عليها، وفيها يقيم وأولاده الثلاثة من ممرضة مجرية اقترن بها، هم شادي وهيثم وكريم (16 و14 و12 سنة) وفيها يعمل منذ 1999 بمستشفى Pándy Kálmán مختصاً بطب حديثي الولادة من الأطفال، كما و"المبتسرين" ممن ولادتهم مبكّرة، طبقاً لما قال عبر الهاتف حين اتصلت به "العربية.نت" إلى هاتف بيت، إيجاره 70 يورو فقط، أي تقريباً 78 دولاراً بالشهر.
سبب الإيجار الرخيص أن الحكومة المجرية خصصت له البيت ليسكن فيه، ولأنه يعمل في المدينة، لذلك هو رمزي الإيجار، وقريب من بيت الأسرة "المكون من 3 غرف نوم، واشتريته بالتقسيط " فسألته "العربية.نت" عن المدة والقيمة، فقال الدكتور الملم باللغة المجرية وبعض الإنجليزية، إنه اشتراه في 2006 بأقساط على 20 سنة، وبمبلغ يثير الاستغراب أيضاً "وهو 13 مليون Forint مجري" وكانت تساوي ذلك الوقت 40 ألفاً من الدولارات.
واختار الدكتور محمد المجر في 1989 لدراسة الطب، لأنه حصل على منحة من الحكومة اليمنية ونظيرتها المجرية معاً، فتخرج كطبيب عام من جامعة Albert Szent-Györgyi في مدينة بجنوب البلاد، اسمها "سيغد" أو Szeged المعتبرة ثالث أكبر مدن هنغاريا، ومنها في 1996 عاد إلى اليمن، فعمل 9 أشهر في "المستشفى الجمهوري" بتعز "مجاناً بلا راتب، ثم قاموا بترقيتي وأعطوني درجة وظيفية براتب 7500 ريال، أي 70 دولاراً بالشهر، فيما كان راتب الممرضة الهندية بالمستشفى 500 دولار، مع سكن أيضاً" كما قال.
وأخرج طبيباً من غرفة يسكن فيها وأعطاها لعسكري :
وللآن لا يعرف الدكتور محمد، الذي لا يتعاطى بالسياسة ولا يهتم لها، سبب الفرق الكبير بين راتب طبيب يمني وممرضة هندية في يمن ذلك الوقت، لكنه يتذكر أنه كان يشعر بأنه غريب في وطنه، ولم يكن ذلك يرضيه، فغادر ليعمل في "مستشفى خليفة" العام، وهو في مدينة "التربة" أيضاً، وفيه وجد الحال أسوأ "فقد كان المدير، عبد الناصر الكباب، يضايق الأطباء إلى درجة أخرج معها زميلاً لي من غرفة كان يسكن فيها بالمستشفى، وجاء بعسكري لا علاقة له بالطب ليقيم فيها مكانه، فشكوته بإحدى الصحف، وحين وجدت أن شكواي لم تنفع، وضبت حقيبتي وهاجرت إلى المجر" وفق تعبيره، ثم طرحت عليه "العربية.نت" أسئلة سريعة:
 
* إذا كانت الهندية راتبها في تعز ذلك الوقت 500 دولار، فلا بد أن راتبك في المجر حالياً 12 أو 15 ألف دولار على الأقل، يعني كم تربح تماما ًكي تعجبك مدينة Gyula فلا ترضى عنها بديلاً ؟
 
- لا يا رجل.. راتبي هو 1000 يورو، وهو يكفينا والحمد لله. كما أني أربح من "مندوبيات" أقوم بها أحياناً حوالي 500 أيضاً. وهناك راتب زوجتي وهو 600 تقريباً. الحمد لله، وأنا راض بذلك، وأحب المجر ولا أرغب بمغادرتها، فأهلها طيبون ومسالمون.

* اختاروك "أفضل طبيب" وراتبك فقط 1000 يورو، بالكاد تساوي 1100 دولار؟ هذا غير معقول يا دكتور محمد. يعني لن يصدق أحد هذا الرقم، خصوصاً أنك تقيم في القارة الأغلى بالعالم.
- الحياة رخيصة هنا. وأسعار البيوت والإيجارات رخيصة، والحمد لله المدخول يكفينا.
* هل "طبيب العام" أول تكريم لك، أم سبقه آخر ؟
- في العام الماضي، ولمناسبة العيد الوطني للمجر في 15 مارس، منحني المحافظ "جائزة المدينة" لنشاطي في التوعية الصحية وبعلاج الأطفال ولدوري في الخدمات الطبية، وأساس هذه الجائزة، كم ولقب "طبيب العام" أيضاً، هي أخلاقك مع المرضى وذويهم وإخلاصك بالعمل، وهذا هو المهم، لذلك تضامن معي سكان المجر كلها واختاروني.
 
وأخرج طبيباً من غرفة يسكن فيها وأعطاها لعسكري
 
وللآن لا يعرف الدكتور محمد، الذي لا يتعاطى بالسياسة ولا يهتم لها، سبب الفرق الكبير بين راتب طبيب يمني وممرضة هندية في يمن ذلك الوقت، لكنه يتذكر أنه كان يشعر بأنه غريب في وطنه، ولم يكن ذلك يرضيه، فغادر ليعمل في "مستشفى خليفة" العام، وهو في مدينة "التربة" أيضاً، وفيه وجد الحال أسوأ "فقد كان المدير، عبد الناصر الكباب، يضايق الأطباء إلى درجة أخرج معها زميلاً لي من غرفة كان يسكن فيها بالمستشفى، وجاء بعسكري لا علاقة له بالطب ليقيم فيها مكانه، فشكوته بإحدى الصحف، وحين وجدت أن شكواي لم تنفع، وضبت حقيبتي وهاجرت إلى المجر" وفق تعبيره، ثم طرحت عليه "العربية.نت" أسئلة سريعة:
 
* إذا كانت الهندية راتبها في تعز ذلك الوقت 500 دولار، فلا بد أن راتبك في المجر حالياً 12 أو 15 ألف دولار على الأقل، يعني كم تربح تماما ًكي تعجبك مدينة Gyula فلا ترضى عنها بديلاً ؟
 
- لا يا رجل.. راتبي هو 1000 يورو، وهو يكفينا والحمد لله. كما أني أربح من "مندوبيات" أقوم بها أحياناً حوالي 500 أيضاً. وهناك راتب زوجتي وهو 600 تقريباً. الحمد لله، وأنا راض بذلك، وأحب المجر ولا أرغب بمغادرتها، فأهلها طيبون ومسالمون.
 
* اختاروك "أفضل طبيب" وراتبك فقط 1000 يورو، بالكاد تساوي 1100 دولار؟ هذا غير معقول يا دكتور محمد. يعني لن يصدق أحد هذا الرقم، خصوصاً أنك تقيم في القارة الأغلى بالعالم.
 
- الحياة رخيصة هنا. وأسعار البيوت والإيجارات رخيصة، والحمد لله المدخول يكفينا.
 
* هل "طبيب العام" أول تكريم لك، أم سبقه آخر ؟
 
- في العام الماضي، ولمناسبة العيد الوطني للمجر في 15 مارس، منحني المحافظ "جائزة المدينة" لنشاطي في التوعية الصحية وبعلاج الأطفال ولدوري في الخدمات الطبية، وأساس هذه الجائزة، كم ولقب "طبيب العام" أيضاً، هي أخلاقك مع المرضى وذويهم وإخلاصك بالعمل، وهذا هو المهم، لذلك تضامن معي سكان المجر كلها واختاروني.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط https://telegram.me/alyompress


كلمات مفتاحية:


اقرأ ايضا :
< لأول مره بحاح في شوارع عدن ( صوره)
< شاهد صور - للأسرى الحوثيين والسعوديين الذين تم تسليمهم في صفة تبادل الأسرى يوم أمس
< مقتل 12 عسكرياً إثر سقوط مروحيتهم جنوب الجزائر
< بالصور .. إندلاع حرائق في ميناء جدة بالسعودية
< قيادة قوات التحالف تصدر بيان بشأن عملية تبادل الأسرى بين الحوثيين والسعودية
< 8 حقائق لا تعرفها عن الذهب
< مقتل خمسة من الحوثيين في كمين للمقاومة بيريم

اضف تعليقك على الفيس بوك
تعليقك على الخبر

ننبه الى ان التعليقات هنا تعبر عن كاتبها فقط ولا يتبناها الموقع، كما ننبه الى ان التعليقات الجارحة او المسيئة سيتم حذفها من الموقع
اسمك :
ايميلك :
الحد المسموح به للتعليق من الحروف هو 500 حرف    حرف متبقى
التعليق :
كود التحقق ادخل الحروف التي في الصورة ما تراها في الصورة: