كل هؤلاء!
هؤلاء الذين يعيشون مُرفَّهين في الانتقال بين العواصم باسم النضال والوطن واستعادة الدولة، من المستحيل أن يُعيدوا دولةً أو مؤسسةً واحدةً، ليس لأنهم غير قادرين على ذلك، بل لأنهم لم يعودوا يرغبون باستعادة أيّ شيء. لقد استثمروا الهبات المالية التي يتلقّونها يومياً وشهرياً من دولٍ وقوى سياسية مختلفة، إضافةً إلى ضرائب الشعب، ولم يعد من صالحهم أن يستعيد اليمن عافيته. بل إن اليمن لم يعد يعني لهم أيّ شيء. اليمن بالنسبة إليهم (أولئك الذين في الخارج وفي الداخل) وسيلةٌ للارتزاق وتوسيع شراء العقارات والمحلات التجارية والرواتب التي يتلقّونها كل شهر. ولأنهم صاروا مؤمَّنين على حياتهم وحياة أولادهم وأحفادهم فإنهم لا يهتمون إنْ صحَوا يوماً ووجدوا اليمن قد اختُطف تماماْ، وهو في الحقيقة مخطوفٌ منذ أن باع هؤلاء أرواحهم.
لم يعد هناك من فرقٍ بين ميليشيا وأخرى أو سلطةٍ وأخرى، الجميع مرتزقةٌ باسم اليمن، ولا همَّ لهم ولا أفق من أجل مستقبل اليمن.
قلبي يكاد ينفطر كل يومٍ وأنا أرى مئات المبدعين يتحوّلون إلى شحّاذين أمام مائدة اللئام. هذا يبحث عن حقنةِ دواءٍ، وذاك يبحث عمّن يسدُّ به جوع أبنائه.
ملايين المُشرَّدين في الداخل والخارج صاروا يعيشون الإهانة كل يومٍ، فيما مجموعةٌ من هؤلاء اللصوص يعيشون مُرفَّهين في الداخل والخارج ويريدون من الناس أن تهتف لهم.
لم يعد لليمنيين مَن يثق بهؤلاء، سواء كانوا سلطاتٍ أو ميليشيات أو أحزاباً.
لا فرق بين سلطة صنعاء وسلطة عدن وسلطة المخا وسلطة تعز وسلطة مأرب.
جميعهم يتحالفون من أجل تجويع اليمنيين وإبقائهم في حياة الذلّة والمهانة.
ولا حلَّ أو بديل يمكن أن تُستعاد معه عافيةُ اليمن بوجود هؤلاء.
عشرُ سنواتٍ كانت كافيةً لتجريبهم جميعاً.
والآن، مع فقدان الأمل بهم جميعاً، لم يعد لفقراء اليمن سوى أنفسهم،
أن ينقلبوا عليهم جميعاً،
أن يخرجوا رافضين الجميع، كلَّ هؤلاء المرتزقة.
*علي المقري / نقلاً عن حساب الكاتب على منصة " x"
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress

