هيئة علماء اليمن تُحدد موقفها من الجرعة السعرية وتدعوا إلى سرعة اجراء انتخابات ( نص البيان )

 
دعت هئية علماء اليمن الرئيس عبدربه منصور هادي وكل مؤسسات الدولة الدستورية إلى "القيام بواجباتهم الدستورية في حفظ الأمن والاستقرار وحماية المواطنين وسائر الممتلكات العامة والخاصة ومقدرات الدولة في كل أنحاء البلاد".
 
وعبرت الهئية في بيان اصدرته عن رفضها لقرار الحكومة الذي اتخذته أواخر يوليو/تموز الماضي والقاضي برفع أسعار المحروقات قبل أن تتراجع وتخفضه بنسبة محدوده، داعية "الدولة إلى تبني حلول عاجلة للتخفيف من حالة الفقر وتحقيق مستوى معيشي كريم ولائق بالمواطن اليمني، والعمل على ترشيد النفقات العامة ووجوب حماية المال العام من النهب وأوجه الصرف غير المشروعة".
 
دعت هيئة علماء اليمن إلى "سرعة إجراء انتخابات حرة ونزيهة" من أجل "إغلاق أبواب الشر والفتن والصراعات والحروب بين اليمنيين".
 
كما جددت الهيئة "رفضها كل صور التدخل الخارجي الذي يزيد من حدة الانقسام والعداء بين أبناء الشعب اليمني الواحد ويؤسس للانقسام الطائفي أو المناطقي أو الحزبي أو العرقي بين أبنائه".
 
نص البيان
 
بسم الله الرحمن الرحيم 
 
الحمد لله رب العالمين القائل : ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان )، والصلاة والسلام على رسول الله القائل : ( مثل القائم في حدود الله والواقع في ھ ا كمثل قوم است ھ موا على سفينة فصار بعض ھ م أعلا ھ ا وبعض ھ م أسفل ھ ا، وكان الذين في أسفل ھ ا إذا استقوا من الماء مروراً على من فوق ھ م، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا ، فإذا تركو ھ م وما أرادوا ھ لكوا جميعاً ، وإن أخذوا على أيدي ھ م نجوا ونجوا جميعاً ) [رواه البخاري] وبعد :
 
فإن اليمن تمر بمرحلة خطرة وحرجة تهدد أمنها واستقرارها ، وتمزق روابط الأخوة بين أبنائها ، وتقضي على كيان الدولة والمجتمع ومقومات وجودهما ، وتستبيح حرمة الدماء والأموال وغيرها، حتى وصل الأمر إلى محاصرة العاصمة صنعاء ، وقطع الطرق داخلها ، وتهديدها بإشعال نار الفتنة التي ستجر البلاد إلى فتن وبلايا لا تحمد عقباها . 
 
وقياما من هيئة علماء اليمن بواجبها الشرعي في هذه المرحلة الخطرة فإنها تبين ما يلي  :
 
أولا : إن الشعب اليمني شعب مسلم أفرادا وجماعات ، حكاما ومحكومين ، أوجب الله عليهم عند كل نزاع أو خلاف فيما بينهم أن يحتكموا إلى شرعه ، وأن يرجعوا إلى كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم لقوله تعالى : ( وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله )، وقوله تعالى ( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ).
 
ثانيا : تدعو الهيئة رئيس الجمهورية وكل مؤسسات الدولة الدستورية للقيام بواجباتهم الدستورية التي أقسموا عليها في حفظ الأمن والاستقرار وحماية المواطنين وسائر الممتلكات العامة والخاصة ومقدرات الدولة في كل أنحاء البلاد من المخاطر التي تهددها قياما بأمانة المسئولية التي قال عنها صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فالإمام راع ومسئول عن رعيته ) وقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة ) ، كما تدعو الهيئة كل قوى الشعب اليمني الخيرة للقيام بمسئولياتهم في الحفاظ على شئون دينهم ودنياهم وامنهم واستقرارهم وأخوتهم ووحدتهم .
 
ثالثا: تؤكد الهيئة على أن التحاور والتشاور والجدال بالتي هي أحسن هي الوسيلة المشروعة لإقامة الحجة ونيل المطالب المشروعة لقوله تعالى : ( وأمرهم شورى بينهم ) وقوله تعالى : ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) ، وقد كفل الدستور اليمني والقوانين النافذة الحق للمواطنين في ممارسة هذه الحقوق بالطرق السلمية ، كما توافقت أمم الأرض ودولها على احترام هذه الحقوق لمواطنيها ، وأما استخدام القوة أو التهديد بها لنيل المطالب فهو يتعارض مع ما سبق بيانه . 

 
رابعا : تؤكد الهيئة على مواقفها الثابتة في رفض سياسة الإفقار عبر الجرعات السعرية والتي كان للعلماء الدور البارز منذ عام 1995م في رفضها وبيان مخاطرها وآثارها السيئة والمدمرة لمعيشة المواطن اليمني ، كما تدعو الهيئة الدولة إلى تبني حلول عاجلة للتخفيف من حالة الفقر وتحقيق مستوى معيشي كريم ولائق بالمواطن اليمني ، والعمل على ترشيد النفقات العامة ووجوب حماية المال العام من النهب وأوجه الصرف غير المشروعة، كما تؤكد الهيئة في هذه الأحداث على أن حفظ ضرورية النفس مقدم على حفظ ضرورية المال .  
 
خامسا: ترفض الهيئة كل صور التدخل الخارجي الذي يزيد من حدة الانقسام والعداء بين أبناء الشعب اليمني الواحد ويؤسس للانقسام الطائفي أو المناطقي أو الحزبي أو العرقي بين أبنائه .
 
  سادسا: تؤكد الهيئة على أن الشعب هو صاحب الحق في اختيار حكامه ونوابه وممثليه ومن يتكلم باسمه وأن الطريق المعتبر عند أمم الأرض لمعرفة ذلك هو ما تسفر عنه نتائج صناديق الانتخاب ، ولتحقيق ذلك فإن الهيئة تطالب بسرعة إجراء انتخابات حرة ونزيهة ليقول الشعب كلمته الفصل في اختيار نوابه وحكامه ومن يمثله ويتكلم باسمه ، ولتقوم كل جهة بواجباتها الشرعية والوطنية ومهامها الدستورية والقانونية ، وبهذا الطريق نغلق أبواب الشر والفتن والصراعات والحروب بين أبناء اليمن .
 
سابعا: تؤكد الهيئة على حرمة ترويع المسلمين وإفزاعهم بأي صورة من الصور ، سواء بالسلاح أو غيره من أنواع التهديد لقوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( لا يحل لمسلم أن يروع أخاه ) ، وقوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( من رفع حديدة في وجه أخيه فلا تزال الملائكة تلعنه حتى يضعها ) ، فكيف الحال اليوم بمن يروع ويقتل إخوانه من أبناء اليمن عدوانا وظلما بكل أنواع الأسلحة وقد قال الله تعالى : ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ) .  
 
ثامنا : تدعو الهيئة جميع وسائل الإعلام للقيام بأمانة المسئولية تجاه البلاد في هذه المرحلة الحرجة بما يوثق روابط الأخوة ويطفئ نار الفتنة، وتجنب البلاد كل ما من شأنه تأجيج مشاعر الحقد والكراهية بين أبناء الشعب الواحد ، كما تدعو الهيئة وسائل الإعلام للإسهام في نشر هذا البيان والتعريف بما ورد فيه . 
 
تاسعا: تحذر الهيئة من تأجيج حالة الفرقة والعداء بين أبناء اليمن وزيادة حدة الصراعات التي ستؤدي إلى تعميق حالة الهيمنة والتبعية للقوى الأجنبية التي تستهدف أمن اليمن واستقراره وسيادته ، وتحول أبناء اليمن إلى أدوات بيد القوى الأجنبية التي تسعى لتحقيق مصالحها على حساب مصالح الشعب اليمني وتدمير مقوماته . 
 
عاشرا : تستنكر الهيئة ما قامت به جماعة الحوثي من عدوان مسلح أزهق الأرواح ودمر المساجد ودور العلم ودمر الممتلكات الخاصة والعامة ومؤسسات الدولة ومعسكراتها في تلك المناطق التي اقتحمتها حتى تمكنت من تهديد العاصمة ومحاصرة مداخلها وقطع شوارعها مهددة بمحاصرة وإسقاط مؤسسات الدولة وسلطاتها العامة، وهو ما يمثل فتح باب شر مستطير لن تسلم منه سائر البلاد، مما يستوجب على الجيش والأمن والشعب بكل قواه ومكوناته الوقوف صفا واحدا ضد هذه الطرق والأساليب غير المشروعة التي ستؤدي إلى إشعال نار الفتن والحروب في أرجاء اليمن وتعمل على تمزيق البلاد وإضعافها وتسهيل تسلط الطامعين فيها والمتربصين بها .
 
أحد عشر: تذكر الهيئة المسئولين وجميع أبناء الشعب بالمطالب الدستورية التي وقع عليها أكثر من مائتي عالم من علماء اليمن والتي تضمنت وجوب الالتزام في الدستور الجديد بالإسلام عقيدة وشريعة ورفض كل ما يخالفه ، وسبق أن أعلنتها الهيئة في مؤتمر علماء اليمن، ونشرت حينها عبر وسائل الإعلام المختلفة ، والهيئة إذ تشكر أبناء الشعب اليمني على تفاعلهم مع مطالب علماء اليمن الدستورية وتوقيعهم على ورقة التأييد الشعبي لتلك المطالب ، فأنها تدعو بقية أبناء الشعب للاستمرار في حملة التوقيعات المؤيدة لتلك المطالب . 
 
اثنا عشر : تدعو الهيئة علماء اليمن لتشكيل لجنة تنسيق فيما بينهم للتحضير لعقد مؤتمر جامع لعلماء اليمن لتدارس الأوضاع والمشاكل الراهنة وبيان الواجب الشرعي تجاهها ، وتقديم الحلول العملية للخروج بالبلاد من الأوضاع الراهنة .
 
نسأل الله تعالى أن يؤلف بين قلوب المسلمين أجمعين ، وأن يحفظ البلاد والعباد من كل مكروه وأن يجنبنا جميعا البلايا والفتن ما ظهر منها وما بطن .
 
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
صادر عن هيئة علماء اليمن
 
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط https://telegram.me/alyompress


كلمات مفتاحية:


اقرأ ايضا :
< رئيس المكتب السياسي لجماعة الحوثي يُحذر الرئيس هادي ويقول : لن تستطيع إركاعنا
< "صنعاء مقابل دمشق".. مصدر رئاسي يكشف تفاصيل الرسالة التي بعثها الحوثي إلى الرئيس هادي
< إشتباكات عنيفة ومستمرة في محافظة الجوف حتى مساء اليوم بين الحوثيين واللجان الشعبية تُخلف عشرات القتلى والجرحى
< باسندوة لهادي : "نرحل سوياً أو نبقى سوياً" ( تفاصيل جلسة مجلس الوزراء التي عقدت على مرحلتين)
< أول طبيب يمني يحصل على درجات الزمالة الأمريكية
< صحيفة سعودية تكشف عن دخول سيارات مفخخة الى العاصمة صنعاء
< خطيب طهران يحذر من المساس بجماعة الحوثي ويصف الرئيس هادي بأنه من الفلول ورجل أمريكا

اضف تعليقك على الفيس بوك
تعليقك على الخبر

ننبه الى ان التعليقات هنا تعبر عن كاتبها فقط ولا يتبناها الموقع، كما ننبه الى ان التعليقات الجارحة او المسيئة سيتم حذفها من الموقع
اسمك :
ايميلك :
الحد المسموح به للتعليق من الحروف هو 500 حرف    حرف متبقى
التعليق :
كود التحقق ادخل الحروف التي في الصورة ما تراها في الصورة: